شخصيات

شخصية فيجو مورتنسن

يعود إلى بيته ، بعد قضاء يوم مرهق وطويل .. وما إن يدخل بيته حتى يجلس على مقعده المريح … ويلتقط “جهاز التحكم عن بعُد” الخاص بجهاز “التليفزيون” الخاص به .. يشاهد ذلك اللقاء مع الممثل الحاصل على جائزة الأوسكار “رامى مالك” وهو يتحدث عن المعاناة التى عانها فى تجسيد شخصيته فى الفيلم … يبتسم أبتسامه بسيطه ويغلق جهازه ويتجه إلى غرفته … بكل هدوء.




أثناء قيامه بتغيير ملابسه ، لاحظ ذلك الصندوق الخشبي الذى أعطاه له السير “بيتر جاكسون” الذى طالما كان يقول له أن ثلاثيته لم تكُن تكتمل لولا بشخصيه ” أراجون” والتى كان رافضا فى البداية أن يؤديها لولا أن تدخل أبنه “هنرى” وأقتنع أباه بأن يؤدى الدور .. يفتح صندوقه الخشبى ليجد صور طالما كانت تذكره بماضيه وحاضره المجيد والفريد من نوعه ، ليجد صورته مع ” آل باتشينو” وهما جالسين معاً أثناء تصوير “Carlito’s Way” وكان “آل” دائم القول له بأنه ممثل جيد ، ولديه من الحضور والموهبه الطاغيه التى تجعله أحد أفضل المواهب الحاضرة فى تاريخ السينما … فيبتسم وينظر إلى سقف غرفته قليلاً .. ويبدء فى التقليب فى صوره .. ليجد صورته مع “جين هاكمان ، دينزل واشنطن” … أثناء تصوير فيلم “Crimson Tide” وكيف كان موقع التصوير فى غايه المرح.. وكان يسوده المنافسه الشريفه على إظهار الموهبة .. الموهبة فقط !!!

وأثناء أنتقاله من صورة لأخرى ، وجد صورته مع السير “دانيال داى لويس” أثناء حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 80 .. وكان تاريخ الصورة مطبوعاً عليها تاريخ يوم الـ24 من شهر فبراير لعام 2008 … أبتسم بتهكم فالتاريخ هو نفسه التاريخ !! ولكنه منذ 11 عاماً فقد جائزته الأولى أمام أحد أعظم أساطير فن التمثيل “إن لم يكن أعظمهم على الأطلاق” ولكن اليوم … فخسارته كانت غريبه من نوعها .. ينقبض قلبه بمجرد أن يتذكر ما حدث بالأمس ويبدء فى الأنتقال لصورة أخرى ، صورة تجمعه بصديقه “دينزل واشنطن” فى الحفل رقم 89 للأوسكار ، ذلك الحفل الذى كان على الرغم من المنافسه الشديده إلا أنه لم يكن يتوقع أن تخرج الجائزة من بين يديه أو يد صديقه … ولكنها ذهبت إلى ممثل أخر ….!!!




تتسع عيناه فى لمعان شديد عندما يرى صور للوحاته الفنيه التى رسمها ، وصوره فى معارض “نيويورك ، أثينا ، لوس أنجلوس” ، ويضع يده على فمه من شده الضحك عندما يرى صوره وهو سائق للشاحنات فى مدينه “كوبنهاجن” وكيف أنه بعد أن كان طالبا متميزاً للغه الأسبانيه وتخرج من كبرى الجامعات الأميركيه أنتهى به الحال أن يخسر جائزته للمره الثالثه … هل كان عليه أن يعيد حساباته ؟ هل أخطىء .. لم يدرٍ ماذا يفعل ؟ … إلى أن أتاه صوت رنين الهاتف !! … ألتقط هاتفه ليسمع صوت أبنه الشاب “هنرى” الذى يخبره بأنه كان رائعاً الليله .. وأنه مازال صغيرا وأن ذلك العمر الموجود فى “وثيقه الميلاد” الذى يؤرخ لعمره بــ 61 عاماً ما إلا رقماً سخيفا .. ويذكره بأن العديد من الممثلين أخذوا تلك الجائزة العنيده فى سن كبيرة ، وأن تلك الجائزة ما إلا تمثال ذهبى قد لا يوثق بالضرورة حصول صاحبه على لقب ممثل … ويستطرد فى حديثه بأن الأكاديميه خلال السنوات البائده لديها حسابات أخرى ويذكره أن هناك من يمتلكون مسيرة رائعه وحصلوا على تلك الجائزة فى عمر كبير مثل “هنرى فوندا” الذى أمتلكها فى سن الـ 76 …

وبعد أن يغلق سماعه هاتفه تأتيه رسالة نصيه من زميله وصديقه الممثل “ماهرشالا على” ليخبره فيها بأن لولاه ماكان هذا الفيلم وصل إلى كل ذلك النجاح ، وأنه مازال يستمع للموسيقى التى ألفها وأن الأسطوانات الثلاثه التى تحتوى على موسيقى الجاز أصبحت موسيقاه المفضله … فيبتسم … ويأمل أن تصالحه الأيام القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى