حقائق

الحقيقة وراء الخيال : الحروب والشخصيات الحقيقية التي ألهمت Game of Thrones

الصراع بين آل يورك/آل ستارك وآل لانكستر/ آل لانستر

هل سبق وتساءلت يومًا كيف استطاع مارتن يا تُرى أن ينسج عالم قصته وشخصياتها وصراعاتها بهذا القدر من الواقعية؟ امتلك مارتن قدرًا كبيرًا من موهبة الكتابة، لكن الموهبة وحدها ليست السبب. فمارتن، القارئ النهم، امتلك مع تلك الموهبة معرفة ضخمة بتاريخ الشعوب والحضارات القديمة، قرأ الشيء الكثير عن حروبها الدموية العديدة، استلهم مارتن الكثير من التاريخ ، وضفره بعالم ويستروس، ليضفي عليه قدرا كبيرا من الواقعية.

وعلى رأس ما قرأه مارتن واستلهمه في “صراع العروش” يأتي تاريخ بريطانيا في العصور الوسطى وحربها الأهلية الأشهر؛ حرب الوردتين. استمرت تلك الحرب ثلاثين سنة، وراح ضحيتها ما يقرب من مئة ألف قتيل، وكادت تفنى فيها عائلات بأكملها. وقد كانت تلك الحرب صراعا عائليا من الأساس بين أسرتين تقاتلتا حتى الموت للوصول إلى العرش، آل يورك، وآل لانكستر.




على عكس المسلسل، ينحدر آل يورك وآل لانكستر، اللذان تحوّلا على يد مارتن إلى آل ستارك وآل لانستر، من أصل واحد. فكلتا العائلتين يعود أصلهما لأبناء الملك إدوارد الثالث، ما يعني أن الفئات المتصارعة كانت كلها أبناء عمومة. ويرجع اسم حرب الوردتين لشعار الأسرتين، فقد اتخذ آل لانكستر من الوردة الحمراء شعارا لهم، واختار آل يورك الوردة البيضاء.

تولى هنري السادس، من آل لانكستر، الحُكم وهو لم يكمل عامه الأول بعد، ما جعل المجلس الملكي يدير شؤون البلاد حتى يبلغ سن الرشد. لكن حتى بعدما أتم هنري السادسة عشرة، وصار الحاكم الرسمي للبلاد، ظل كل شيء على حاله، فقد كان الملك اسما فقط، بينما يتحكم في كل شيء مجموعة صغيرة من النبلاء. وقد كان هؤلاء النبلاء هم من أشاروا عليه بضرورة الزواج من نبيلة فرنسية، حتى يستتب السلام بين إنجلترا وفرنسا المتحاربتين في ذلك الوقت؛ واستقر خيارهم على مارجرت أنجو، ابنة أخت ملك فرنسا باهرة الجمال، والإلهام الحقيقي وراء سيرسي لانستر، التي ستكون أول من يزرع بذور الشقاق بين آل يورك وآل لانكستر، وستجني حصادها حربا ودماء.




لم تجد مارجرت، التي لم يقل ذكاؤها شيئا عن جمالها، صعوبة كبيرة في التحكم في شؤون البلاد فور زواجها من هنري. فلم يكن الملك الساذج الضعيف الذي كثيرا ما عصفت به نوبات الجنون سوى واجهة تحرك هي من خلفها الخيوط. ومارجرت الشبقة وراء القوة والسيطرة قرّبت لنفسها بطانة مختارة ممن أقسموا على الولاء إليها، وشاركتهم السلطة والثروة، وأي أحد شكّت في انصياعه التام لها نفته بلا تردد خارج البلاد. على رأس هؤلاء يأتي ريتشارد دوق يورك، المقابل الحقيقي لنيد ستارك.

بقلم Maha Fagal

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى